ذكرى حبيبة
في موسم الشتاء وينتابني ذلك الشعور الذي ما دام يتغلغل فيّ فعندما أرى حبات المطر وهي تداعب ورقات الشجر كأم رؤوم تحنو على طفلها الصغير كي ينام قرير العين .
لكم أتذكر أيام الهوى وقطرات المطر حينما داعبت وجهي وتلألأت علي وجنتي وأنا أسير وحيدا على حافة النهر أتذكر تلك الليالي الجميلة التي قضيتها بقربها استمع إلى ترانيم مفرداتها وهي تهمس في أذني بكلام احلي من عزف الوتر وهدوء يلتف حولي ويأخذني إلى عالم الأحلام فكم حلمت أن أطير معها إلى قصص العشق وحكايات الغرام
تارة نقلب قصة عنترة وهو يحارب من اجل عبلة وأخرى نسبح في بحر قيس وهو يهيج في بحر ليلى ، كنت في تلك اللحظة نائما هائما لا اعرف سوى حبها وكنت مستعدا أن اقضي جل أيامي مستلقيا على شاطئها نعم فهي كالبحر في سكونه تارة وهيجانه تارة أخرى ولم اكن أهاب أمواجها وهي تلاطم صخور وتكسر قيودي بل كنت اشعر بالنشوة عندما تنقض عليّ
كم تمنيت أن أجدف بزورقي البسيط في بحرها وان أتغلغل إلى أعماقها واكتشف سرها المكبوت ولكني ما أن وصلت إلى أطراف جزيرتها حتى تبتلعني عواصفها الهوجاء وتدق نواميس الخطر وتزلزل ذاكرتي وما استفيق إلا وأنا على شاطئها مرة أخرى
كنت استمتع بجمع المحار لأصنع منه عقدا اهديها إياه في عيد مولدها ذلك العقد المنسوج من احلي أيامي والمصنوع بدقة أحلامي حتى إذا لبسته لم اعد أراها .
أتمنى أن أصحو يوما لأجد نفسي في عرض بحرها مسافرا بسلام على زورقي المتواضع دون أن تجتثني من حلمي وتلقي بي على أطراف شاطئها فهي من احب وكل ما احب
بلال ميالة
19/11/2007