قصة حواء
هناك خلف تلك التلة الصغيرة شاهدتها .... لمحتها أو ربما تخيلتها كانت ترتدي رداءها الأسود وتضع الشال على جيدها الُمعِنق ؛ أسميتها العنقاء وطرزت اسمها في خيالي وطبعت صورتها في ذاكرتي
أصبحت أراها في خيالي فكل يوم تأتى لتشاهد غروب الشمس ذلك المنظر المهج للروح حيث تختلط زرقة السماء باحمرار الشفق منتجة اجمل لوحة رسمت في الأفق
أظل انتظرها في لهفة وترقب واسأل نفسي يا ترى هل ستأتي اليوم وفي يوم من الأيام الخالية جلست كالعادة منتظرا قدومها البهي لكنها لم تأتي وعندها كان البداية؛ بداية شعوري بذلك الصوت وهو يصرخ في أعماقي الباردة لم اعرف مصدره يلومني على غيابها ويريد رؤيته نعم انه قلبي الذي لم ينبض منذ قدومي إلى هذه الحياة حتى أنني كدت آنساه أو ربما نسيته
لسان حالي يقول لي : مضى أسبوعان على غيابها لا بد لك من الذهاب إلى قريتها التي تقع على مقربة من المكان وذهبت.
ذهبت بخطوات خائفة متلعثمة فقدم تقدم وأخرى تؤخر ، دخلت سوق القرية وجلست في القهوة وشربت فنجانا من الشاي الساخن وخرجت متابعا سيري
: ما هي إلا لحظات وستضحك لك الدنيا عندما تخبرها بحبك فالوقت يداهمك
هاأنا الآن اقف على باب بيتها ،لألمح من بعيد مجموعة من النسوة المكتسحات بالسواد يقبلن علي وإذا بعجوز تحمل ثوب حبيبتي التي أمضت حياتها حزنا أفنت شبابها تعاسة
يأل تعاستي !لقد رحلت حبيبتي عن الحياة دون أن أبوح لها بحبي كان الدنيا تريد أن تخبرني أن الفرحة ليست لي وان الحزن مغرم بي والتشاؤم هو شمسي التي تنير نهاري والبكاء على الأطلال هو قمري ومصباح ليلي المعتم
بلال ميالة
14/10/2002