الشباب

موضوع: الشباب 2009-01-14, 11:49 am

الشباب

عذرا إليكم معشر الشباب ، عذرا إن أطلت في كلامي أو أبهمت في بعض الحروف ولكن سأسرد قولي ولن اقصد الإهانة أو السُّباب فآنا منكم حتى وان تراجعت قليلا أو تقدمت إلى حتفي فلن أستطيع من صفوفكم الانسحاب ،سأعيد إليكم قولا قد قالوه عن مجد تليد وتراث بنوه وتاريخ يهاب ، عن أجداد لكم عن سابقين جابوا مشارق الأرض ومرّوا على مغاربها كالشهاب ، نشروا عقيدة أمة من اجلها ركبوا الصعاب ، تعذبوا فتحملوا وتعذبوا فتحملوا من اجل حكمة لمعت ليست بسراب ، من اجل نشر نور الله لكل أصحاب الألباب ، قهروا أعاديهم ورفعوا في الأرض راية للحق دونما دمار أو خراب .

كل تلك كانت حكاية في زمن تولّى وها نحن في زمن الانقلاب ، عشنا في ذلٍّ وفي قهرٍ في أحضان عدونا باسم الوصاية والانتداب ، زعموا الوفاء لنا ولا ضير إن نسب الوفاء إلى الكلاب ، سفكوا دمائنا ودماءً مع دمائنا فكنّا كفريسة أتقنوا عليها دور الذئاب ، غسلوا عقولنا وبنوا لنا من أفكارنا صرحا سرابا وادخلوا في لحومنا المخالب والأنياب ، فتحولت حياتنا عدما وتحولت شرائعنا إلى شريعة غاب، فقويها حق وضعيفها حق إن مورس على جبهته الاغتصاب ، بهروا عيوننا بزور من قول وبهتان وكذب فالبسوه زي الخطاب واشغلونا بمتع الحياة من نوادٍ ومقاهٍ وناطحات سحاب ، فأخذناها كطفل داعبه امرئ فضمه ولم يعلم انه من الأغراب وإذا أحس بالغربة عن أمه لم يملك سوى البكاء والانتحاب.

عذرا إن أخفقت في قولي فلم يعد بوسعي أن اروي حكاياتي فأحشائي آلت للاضطراب ، هذه أحوالنا ؛ اصمت! فالرأي مقموع ، أما السياسة فحاذر ،ممنوع منها الاقتراب ولا تحاول ذلك يا صاحبي فمصيرك حتما ذهاب بلا إياب ، دعك منها فقط فكر بالطعام والشراب ولا تنس نصيبك من التزين بالثياب فمستقبلك مرهون بشهادة أو حمل كتاب وإلا فحياتك سيملؤها الاكتئاب ؛ بطالة فإدمان فاضطراب ، أوكل هذا وتلومون الشباب سحقا لها من عيشة خيم عليها الصمت ودوى في أرجائها صوت الغراب أما نحن فيكفينا إن نكون موضوع انتقاد الكهول والشيّاب لا تقولوا عني مفتر أو كذّاب فهذا حالنا أضعه بين أيديكم علّي أجد له حلا أو جواب

بلال ميالة
15/3/2003