الرفيقة
تعودت أن أراها كل صباح وهي تمارس رياضتها اليومية فكل يوم استيقظ على روعة منظر انحنائها الذي يلوح أمامي من النافذة التي تطل على موقع عيشها فلم اذكر أني لم أرها في يوم ولم لتخيل يوما أني سأفقد طلتها كل صباح فقد أصبحت جزءا من حياتي ولا أستطيع الاستغناء عنها فهي الونيسة الوحيدة لدي وهي الحضن الدافئ الذي القي إليه همومي وآهاتي فكلما شعرت بالكآبة ناظرتها وتحدثت إليها بلغة لم يسبق لها مثيل لغة أشبه بالصمت فهي الوحيدة التي كانت تفهمني وتبرد النار المتوقدة في أحشائي فعظمتها تبعث في نفسي أملا بان الله عظيم وكريم ولا ينسى أحدا .
مهما وصفتها وصورت لها صورا فلن أفيها حقها فعندما تراها وهي تغرد ذراعيها على المكان كأنها مستيقظة من نومها وتحملق بالمكان كحارس أمين يبعث الأمان في النفوس وتنحني عن اليمين واليسار كطفلة تلاعب الفراشات الضاحكة للربيع وكلما أتذكر ذلك الرداء الجميل الذي يغطي جسمها البهي أروح في غيبوبة أحلامي فلم أر اجمل من هذا الثوب ولا أزهى ، ثوب يعجز كل النساجون في الدنيا عن حياكة نظير له .
قالوا لي أن عمرها من عمري وأننا ترعرعنا سوية يوم بيوم وشهر بشهر وسنة بسنة حتى وصلنا إلى هنا ، هذا صحيح فأنا اذكرها منذ الطفولة واكحل ناظري برؤياها كل صباح
بلال ميالة
3/2/2002
2014-03-26, 5:24 pm من طرف daniel72
