حمدة للشاعر عمر الفرا

قالت لابن عمها عندما ارادوا ان يجبروها على الزواج منه في مجتمع ريفي مستبد
ما اريدك ما اريدك
حتى لو تذبحني بايدك
ما اريدك
ابن عمي ومثل اخوي
ودم وريدي من وريدك
اما خطبة لا ياعيني
لاني نعجة تشتريها
ولاني عبدة من عبيدك
ما اريدك
هذي القصة قصة حمدة
حمدة الرمش اللي يتحدى
الرمش اللي ياخذ قلب الناس
الرمش اللي ما عمره ودا
حمدة كانت اجمل وردة بوجه الريح
وصمدت مدة
حمدة كانت نقطة بمصحف
اتحدت كل سيوف الردة
اليوم الاول اتحدت حمدة
اليوم الثاني صرخت حمدة
اليوم الثالث نزلت دمعة
اليوم الرابع يوم الجمعة
دخلت امها غرفة حمدة
انشدهت رجفت
عيون تكذب قلب يلجلج
خافت شافت جسم مثلج
شعر تناثر فوق مخدة
صاحت جاوب مروى الكحلة
ماتت حمدة ماتت حمدة
ثوب المخمل مراية حمدة
المشط البكلة
كلهم صاحوا
والصوت الرايح ما ودا
تبكي كل رمال الصحرى
وتبكي كل بنية حرة
حتى طير الورور ناح
وفوق ترابك مرغ خدا
تغطي حمدة برد الصيف
برد الصيف المثل السيف
يمرض عينك
انا خايف انها تمرض عينك
تغطي حمدة تهني حمدة
هلارض الي تحت اجريها
اكرم من اللي فوقا بمدة
حلفت امي
وكل نسوان الديرة شهدن
انهن شافن بليلة جمعة
فوق القبر الضامم حمدة
حلفن انهن شافن شمعة
الشمعة شمعة نور
وعليت عليت عليت
فوق لفوق لفوق لفوق
لفوق اللي ما تعرف حده
وحلفن انهن سمعن حمدة
من جوات القبر تصيح
تصيح وتندا
ما اريدك ما اريدك ما اريدك