اللون الأسود
مبتعدا عن كل شيء يربطني بنفسي اجلس وحيدا لأحفر كلماتي على قارعة الزمن فلا الأرض ذات الأرض ولا السماء نفس السماء حتى أنا لم اعد كما كنت كل شيء قد تبعثر معلنا التمرد والعصيان حدقت حولي فلم أجد أناس يحملون الرايات ويمضون نحو القدر كأن الحياة أصبحت عدما فالجميع هائم على وجهه لا يعرف من أين آتى ولا إلى أين يذهب وأنا اطلب النهاية قبل أن تأتى البداية فحياة يملؤها الوهن أولى أن تندثر وحياة كلها قهر حريّ بها أن تتلاشى..
فات الأوان .... فلم يعد الطريق مرسوما أمامي ولم اعد املك سوى اللون الأسود لأرسم به لوحة تعبر بصدق عن وجداني الملطخ ببياض لا اذكر منه إلا القليل ، تمر الدقائق والساعات أفتش فيها عن بعض الحروف والكلمات لأخط ألمي الماثل على أرصفة الطرقات وشواهد القبور وأبواب العرافات فلا أجد سوى كلمات سوداوات تعكس لون حياتي المفضل ، حتّى الحبر تحول إلى اللون الأسود ولكن يبقى السؤال هل سيتحول هذا إلى ذكريات؟
بلال ميالة
9/1/2003