وردة الكاميليا

كفى...... ارحل ايها الخوف من ثناياي ، اختر اي مكان شئت ، ارحل بعيدا يكفيني هذا الذي يحتويني ويجعلني كشرنقة لم تر الحياة بعد يكفيني بياض كل الاشياء حولي حتى التراب اراه بين مسامات هذا الكفن ابيض ، ارحل بعيدا.... و دعني اجدد ذكرياتي ارتب اوراق دنياي لاملا صدى حياتي وذاكرتي
اتذكرين ....؟؟
حين تعارفنا لاول مرة كنت والفراغ يحتويني امام عينيك كالابله لم ادرِ حينها ماذا افعل ، احترفت النظر لعينيك حدقت فاسود الاسود في عيوني وتلق دمي احمراره وصرت اصغي لايقاعات قلبي في كل نبضة كانت تسري في روحي حمّى الحب!!!!!
حين كنت اهدي اليك قصائد الحب وورود الكاميلي ، اتذكرين اول وردة كاميليا اهديتك اياها ؟ منذ البدء وانا اغزل بكل انواع الورود واطواق الياسمين كلمة حب تعبر كل محيطات مشاعري لترسو في ميناء انوثتك لكني كنت اتبعثر خجلا فيولد الحمرار على وجنتي !!!
وها انا الان الملم كلي واضيف الى الشجاعة حد الاشباع واقول احبك ....... احبك !!!!
كان هذا الكلام قبل ان تدق الساعة بعدة دقائق !!!
- اين لون بشرتك ايها الطبيب ؟ لماذا احتل السواد مكان البياض و اقيمت عليها المستعمرات ؟ وما بال عينيك توشحان حزنا ونظراتك تغرز الرماح في ثقتي ؟
الطبيب : لا ادري ماذا اقول لك يا بني !!
- تكلم ارجوك ......
الطبيب : لا ادري كيف اقولها ......
- تجمرت شفتاي من صخور ترددك ... تكلم !!!
الطبيب : ستموت بعد اقل من شهر !!!
حينها احسست ان هذا الموقف بلا نهاية، فانبعثت في فمي ضحكة بكاء ابدية....
- آهٍ يا آهٍ انت ....
- اتبكي ؟؟؟؟ وما ذنب الدموع التي تقتلها فداء التحرر من عينيك ؟؟؟؟
- اصمتي يا ذاتي واتركيني استبق ايامي لاموت بهدوء
- اتريد الموت ؟؟؟؟ انت اذا !!! لكن تذكر الحفلة التي تنتظرك بعد اقل من شهر !!! حفلة زفافك
- لا ... لا تذكرني .. ماذا ساقول لفتلة احلامي ..؟؟؟ من ؟؟ تبا لي !!!
- بل تذكر انت لم تحقق طموحك بعد لتموت !!!
- لا بل بجانبك مفتاح مختبرك ... طريق النجاة....
- اهذا وقت المزاح ؟ ماذا ساصنع صابونا ام قاتلا للحشرات اللعينة ؟ اغربي عن وجهي يا ذاتي ولا تحمليني فوق طاقتي
- تبا لك ما زال الغباء يتملكك .... انهض ودع الياس يحتضر في صحراء غاباتك..... واصنع دواءً يقاتل موتك ويقبّل حياتك
حينها احسست بالفرحة سكنت روحي ... وفعلا عكفت في مختبري الصغير تسعة وعشرين ساعة لاخرج من صارخا!!! ....
- عشرون ساعة نعم نجحت في قتل عشرين ساعة... واحبك!!!!!!!!!!
حينها طاف الملاك - ملاك موتي - في الغرفة وقبل ان يخرج من النافذة مصطحبا معه روحي ترك قبلة احتضرت على زرقة السائل الذي صنعته وها انا في ظلمتي امارس موتي بهدوء